الميرزا يكيل بمكيالين...(النوم إلى مدة طويلة أمر لا يقع عليه اعتراض قط)
من يتأمل في كتب الميرزا سيلحظ مدى استماتة الرجل في
بيان أن لفظ التوفي لا يأتي الا بمعنى الموت حصرا رغم أن الحقيقة غير ذلك تماما
فقد يأتي بمعان أخرى غير الموت كالاستيفاء أو الأخذ أو النوم مثلا وقد فسره
الميرزا نفسه في كتبه بغير الموت وهو الذي لا يتركه ربه على الخطأ طرفة عين حيث يقول في البراهين ص 589:''اني متوفيك...أي سأعطيك نعمتي كاملة'' ويقول في التحفة الغولروية ص 32:''يا عيسى اني متوفيك(أي لن يقدر أعداؤك على قتلك)''.ولكن
الغريب في الأمر أن يأتي الميرزا الى فعل الاماتة وفي موضع الموت حصرا فيجعله
بمعني الانامة .أليس هذا نفس ما قلناه عن التوفي فلم لم تقبله,ولم قبلته على الموت
ولم تقبله عن التوفي أيها الميرزا؟الحق كما يبدو لي وأجزم به أن الميرزا ليس طالب
حق.واذا عرف السبب في هذا التحريف بطل العجب.
معلوم أن الميرزا وأتباعه ينكرون عودة بعض الأفراد الى
الحياة بعد موتهم فيعمدون الى النصوص الواضحة الصريحة من القرآن الكريم فيأولونها أو يحرفون
معناها بطريقة غير مقبولة لا لغة ولا نصا.
يقول ربنا سبحانه:[ ...أَوْ كَالَّذِي
مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ
اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ...]
ولأن هذه
الاية الكريمة التي تتحدث عن موت عزير وبعثته بعد الموت واضحة صريحة وقطعية الدلالة على
قضية بعث بعض الأفراد في الدنيا بعد موتهم فقد اضطر الميرزا الى أهون الشرين وهو أن يجعل
فعل أمات الواضح الدلالة بمعنى أنام.
يقول الميرزا في تفسيره لسورة البقرة وهو يتحدث عن موت عزير الذي بعثه الله
تعالى بعد موته:
'' لقد بينتُ من قبل وأقول مرة أخرى بأنه يكفي
الإيمان بالقصص إجمالا,ولكن لما كان
الإيمان بالأوامر ضروريا بصورة عملية لذا لا بد من فهمها. أما ما ورد أنه مات مئة
عام، فمن معاني "أمات"، "أنام" أيضا. كما أُطلق في القرآن
الكريم كلمة "الموت" على زوال القوة النامية والحسيّة أيضا. على أية
حال، يمكننا أن نستنبط معنى النوم أيضا على غرار قصة أصحاب الكهف. والفرق بين
أصحاب الكهف وقصة عزير هو أن في قصة أصحاب الكهف ذُكر كلبٌ أما هنا فقد ذُكر
الحمار. والنفس تشبه الكلب والحمار على حد سواء. لقد عدّ الله تعالى اليهود حميرا
وذكر الكلبَ في قصة بلعام باعور. يبدو أن النفس لا تترك الإنسان. والذي يفقد صوابه
يكون معه الكلبُ أو الحمار''.أهـ
ثم يقول
الميرزا:
''كما
قلتُ من قبل بأن من معاني "أمات"، "أنام" أيضا بوجه آخر. ونحن
نؤمن بأنه وإن نام أحد إلى مئتَي ألف عام فضلا عن مئة عام ولكن بحثنا هو أنه إذا
قبض مَلَك الموت الروحَ فلا تعود إلى الدنيا ثانية. تُقبض الروح في النوم أيضا
ولكن لا يقبضها عندها مَلَك الموت.
والنوم إلى مدة طويلة أمر لا يقع عليه اعتراض قط. فقد وردت في كتب الهندوس أساليب
حبس النَفَس. وحبس النَفَس أيضا من مراحل المجاهدة والتمرس. قبل مدة وجيزة نُشر في
الجرائد أن حجرة فيها راهب اكتُشفت عند تمديد سكة الحديد. كذلك نُشر في الجرائد أن
شابا ظل نائما إلى عشرين عاما. إذًا، فليس غريبا أن ينام أحد إلى مئة عام. والكلمة
"لم يَتَسَنَّه" أيضا جديرة بالإمعان، علما أن فهم حقيقة "لم
يَتَسَنَّه" بناء على تجارب العصر الراهن ليس صعبا. يقول أحد الرجال الثقات
بأنه أكل لحما كان مطبوخا قبل ولادته بعشرين سنة وكان قد خُزِّن بعد سحب الهواء من
الكيس''.أهـ
الحق
أننا لا نملك الا أن نشكر الميرزا على قوله أن النوم الى مدة طويلة أمر لا يقع
عليه أي اعتراض وأنه ليس غريبا أن ينام أحد الى مئة عام وهو نفس الأمر الذي يعترضون عليه في حق المسيح عيسى عليه السلام.فكيف يجوز للهندوس الكفار أو وغيرهم بحبس
النفس أومجاهدتها ولا يجوز للمسيح عليه السلام الذي تولاه ربه العزيز الحكيم؟وفي
هذا الكلام رد كذلك على أتباع الميرزا الذين ينكرون نوم أصحاب الكهف تلك المدة
الطويلة داخل الكهف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق