جهل الميرزا بالتفسير:
هل كان الميرزا عالما بالتفسير كما يتوهم أتباعه؟لا أظن ذلك بتاتا واجزم
جزما مطلقا بخطئه ودعونا نضرب مثالا على ذلك فبالمثال يتضح المقال.
المثال الأول:
يقول رب العزة سبحانه في سورة فصلت الاية 30:[ إِنَّ الَّذِينَ
قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
(30)]
لو سألت أي طالب علم مبتدئ عن الجنة الموعودة المقصودة في قوله تعالى لقال لك بكل
تردد أنها جنة الآخرة أما الميرزا فيقول أن المراد من الجنة في هذه الآية هو الجنة في الدنيا،
كما في الآية: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}. (البدر، مجلد1، رقم7،
عدد12/ 12/1902م، ص51)
فما دليلنا على خطا الميرزا في تفسيره للجنة في هذه الآية
المباركة؟انه القرآن نفسه حيث يفسر بعضه بعضا.يقول
ربنا في سورة يس:[ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63)
اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى
أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ (65)]
فجهنم الموعودة هنا هي جهنم الآخرة بدليل الآيات التالية
ولا يجادل في ذلك الا جاهل ففي ذلك اليوم يختم على الأفواه لتتكلم الأيدي والأرجل
وكما وعد الكفار بجهنم في الآخرة كذلك وعد المؤمنون بالجنة في الآخرة لا كما قال
الميرزا وقد أكد الله تعالى على ذلك في آيات أخرى مثل قوله سبحانه:[ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ
مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا
مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32)]
وفي سورة ص:
[جَنَّاتِ عَدْنٍ
مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا
بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (51) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ
أَتْرَابٌ (52) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (53) إِنَّ هَذَا
لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ (54) هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ
مَآَبٍ (55) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ]
الحديث هنا كما لا يخفى على أحد هو عن الآخرة وجنتها
الموعودة مقابل جهنم لا عن جنة الدنيا وهذا قول أغلب المفسرين. وقبل الختام لا بأس
أن نسرد بعض المعايير المهمة للتفسير عند الميرزا القادياني.
يقول في بركات الدعاء ص 19:
''فليكن معلوما أن المعيار الأول للتفسير الصحيح هو شواهد
من القرآن الكريم نفسه. يجب الانتباه جيدا إلى أن القرآن الكريم ليس مثل بقية الكتب
العادية التي تحتاج إلى غيرها لإثبات حقائقها أو كشفها. بل هو كبناية متناسقة بحيث
لو أزيلت لبنة واحدة من مكانها لفسدت البناية كلها. ليس في القرآن صدق أو حق إلا وعليه
عشرة أو عشرون شاهدا من القرآن نفسه. فإذا استنبطنا معنى من آية قرآنية لا بد أن نرى
أولا هل توجد شواهد أخرى من القرآن الكريم نفسه لتصديق هذا المعنى أم لا. وإن لم تتيسر
شواهد مؤيِّدة بل إذا عارضته الآيات الأخرى التي تتحدث عن الموضوع نفسه فلنعلم أن ذلك
المعنى باطل كليًا لأن الاختلاف في القرآن محال. وعلامة المعنى الصحيح هي أن يصدّقه
فوج من الشواهد القرآنية البينة''.أهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق